محاضرة مفرغة بعنوان :
ريّا البشام في حياء وأمانة خير الأنام
للشيخ علي بن عبدالخالق القرني
الحمد لله رب الناس ..ملك الناس ..إله الناس ..
قدم نبينا على سائر الناس ..و سقانا من هديه أعذب كاس ..و جعلنا من أمته :خير أمة أخرجت للناس ..
نحمده حمدا يدوم بدوام اللحظات و الأنفاس ..
و أشهد أن لا إله إلا الله ، شهادة ندخرها ليوم مجموع له الناس ..و أشهد أن "محمدا" عبده و رسوله سيد الناس ..
و سراج الهداية و النبراس ..
صلوات الله و سلامه عليه ما ماس مياس ..
و مسحت يد براس ..و دام صبح و إغلاس ..و على آله و أصحابه ليوث الباس ..
البررة الأكياس ..لاسيما :"الصديق" الثابت يوم ردة الناس .. و "عمر" قاهر الجبابرة الأشراس ..
و "عثمان" الصابر يوم الشهادة على مرير الكاس ..
و "عليا" ذا النجدة و شدة الباس ..
و على التابعين لهم بإحسان ما تلا تال :
"يا أيها الناس" ..و تعطرت الأفواه بذكر الله ، و الصلاة و السلام على سيد الناس ..
صلى عليه بارئ العباد ما أمطرت سحب و سال واد
و همى المعصرات و اخضر أيك و تغنت عليه ورق شوادي
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته" .."و اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" ..الثناء على الحاضرين**
أما بعد ؛
فيا من أحسبهم واسطة_الأسلاك ..و بدور_الأحلاك ..
و دراري_الأفلاك ..و من أمسوا نجوما بالدياجي
و قد أضحوا رجوما للأعادي يكاد الضد يخفيهم و تأبى
بدور التم أن تخفى بناد سلام الله يغشاكم جميعا
مع الرضوان ما مزن تهامى سلام لفظه عسل مصفى
و معناه كأرواح الخزامى سلام يعود به العائدون
و يبقى صداه بريع الحجون فالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..سلام كلما دارت ببدر التم داراته
كأن الورد رياه و أن الشمس هالاته
حياكم الله و أحياكم
و حمى حماكم من الغير ما بدا النجم في الدجى
و أضا الشمس و القمر أسبغ الله عليكم نعمه الوافرة ،،
و حباكم من خيري الدنيا و الآخرة ،،
أمدكم الله بالعافية ..و صير دور العدا عافية ..
أسكنكم ربي بأعلى منزل جوار "أحمد" النبي المرسل
صلوا عليه كلما. غنى الحمام في الحمى
أو لاح برق المغرب صلى عليه ربنا
في الملأ المرتفع و آله و صحبه و تابع المتبع
ما ماس غصن بانة.من طرب الترجع
معشر_الإخوة :
إن مما لا يكاد يخفى ، أن أمم الكفر و أذيالها قد تداعت على أمة الإسلام كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها ..
تستهدف دينها و أخلاقها و ثوابتها و مقدساتها ، و ثرواتها ..على أخلاقها مدوا نصالا و ألئم ما بها نصل أجير
و دود الخل منه لا دخيل خبيثهم تقاضى ما تقاضى
و غرهم لأهل الخبث طبل بنباحهم و نعابهم و نعيقهم
ضجت مرابعنا و آذانا الصخب فكأننا منهم نشاهد بيننا
دعوى "أبي جهل" و كفر "أبي لهب"
أصابعها في النار تشوى و دودنا
على جمرها المشبوب راح يهفهف
فما قلب الناظر بصره في الأمة ،،إلا رأى آلاما و غمة ،،و محنا و لأواء ..يندى لها جبين الشرفاء ..
في بورما و الهند و الصين ..
معاناة من الهندوس و البوذيين و الوثنيين ..
و في إفريقيا :
ذل يتولى كبره أمم النصارى و الوثنيين ..
فمئات آلاف الألوف يهجرون و يوءدون
و قرى بأهلها يدمرها العتاة الماكرون
و الذنب كل الذنب أن القوم قوم مؤمنون
و ما خبر معاناة بلاد العرب من الباطنيين و أسيادهم و أذيالهم ، عنا ببعيد ،،
في الشام و العراق و اليمن_السعيد ،،
هذه مجازرهم أمام عيوننا تدمي مناظرها حشى الصوان
أشلاء طفل فوق جثة أمه و عويل عذراء على الإخوان
بردى يئن و للفرات مواجع. لهما عيون هاملات الأدمع
تبكي شيوخا في الشوارع ذبحوا
تبكي مذابح للصغار الرضع
نسفت مآذن و المساجد خربت
تبكي هلاك الساجدين الركع
فلا الشيوخ نجت من هول ما ارتكبواُ
و لا النساء و لا المرضى و لا الزغبُ
هذه أشلاؤهم ترفع صوتاً
ربما ، يسمعها حر يغارُ
لم يزل يحلف بالله عراق
أنه جاوز ما نال التتار
و هناك في الأقصى يجور يهودها
و تجور في أحوازنا طهران
و في كل قطر لوعة و مناحة
من طفلة تبكي و شيخ مقعد
و يتيمة تلوي إلينا جيدها
تشكو الهوان بحسرة و تنهد
قتل و نسف
و تهجير و مذبحة قصف ..و إبادة ..
و حصار و تجويع متعمد ..
بمؤازرة شيوعية قيصرية ،،
و سكوت الرضا ، من القوى الغربية النصرانية ،،
التي لا تزال تنظر للمسلمين بنظرة لا تنفك عن عقيدة الحروب الصليبية ،،
كما حدث و لا زال يحدث في حمص و مضايا و تعز ، و الغوطة و حلب و داريا ..
و الفلوجة ، و كل مدينة أبية
و في المقابل تأتي "الأخماس" و غيرها لمحاصريهم من كل فج قريب أو بعيد ..
و تصل "الأسلحة" لهم برا و بحرا و جوا دونما رقيب أو حسيب ..
و منظمات_الدجل ،،
و محاكم_الظلم ،،
و غيرها من المؤسسات الحقوقية ، التي تهب لأجل رجل واحد ؛ لا تنبس بكلمة مفيدة ،،
و لا غرابة ..
فالكفر و العملاء وجها عملة
مغشوشة فلتسئلوا التجار
قانونهم للمجرمين يسخر
و كأن قتل الأبرياء أمامهم
ألعاب أطفال بها تتندر
فالقتل حرام إلا أن يكون القتيل مسلما ،،
و الإجرام لا يكون إرهابا إلا إن كان المتهم به مسلما ،،
ففي قوانين العجماء ..
لا يعيش الضعفاء ..
إن من كان ضعيفً أكلته الأقوياء
فقل لضعيف راح يسأل رحمة
رويدك ما في الغاب للضعف راحم
و من طلب البحر ماء نميرا
ليروى ، فقد طلب المستحيل
لتتبين الحقيقة التي يجب أن نعيها ..
و هي أن على الأمة أن :
تعرف عدوها ..
و ترفع وعيها ..
و توحد صفها ..
و تستنهض هممها ..
و توقن أن لا شرعية لغير شرع الله و منهاجه و أمره جل و علا ..و توقن أن المسلك -الذي يخيف المتربص بنا ، و يكف الصائل عنا ، و قد أمر به ربنا ، و حث عليه بالقول و الفعل نبينا- هو #القوة ، بالفهم العام للقوة ..
كما في قول الله ذي_القوة ..
"و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة" ..و القوة الحق لم يهزمه طاغية و إن تمكن من تدمير بلدان
.
الحق_قوة ..
و بذرة الحق لا تترعرع إلا على تربة_القوة ..
و لن تنفي الأمة الضيم عنها إلا بقوة ..
تذكر العلج أن الحق منتصر
و أن للدين حصنا غير مقتحم
في وسطه أسد ...جاث على الركب
له جند من الرعب ...مع الهندية القضب
فما يشفي صداع الرأس ...مثل الصارم العضب
و القوة التي لا يعدلها قوة ، هي اتخاذ كتاب الله منهاج حياة بقوة ..
ففيه :
أن ما يجري على الأمة سنة من سنن الله في تمحيص و ابتلاء الأمة :
"ذلك و لو يشاء الله لانتصر منهم و لكن ليبلو بعضكم ببعض" ..
و الأمة في عمومها مبتلاة . .
- علماؤها :مبتلون في قول كلمة الحق ..
و مساندة الحق و أهله ، و مدافعة الباطل و أهله ..
و مجاهدوها :
مبتلون في إخلاصهم ..
و التخلص من حظوظ أنفسهم و دنياهم ..
و مبتلون في اجتماعهم و توحيد صفهم ..
- و الأمة :
مبتلاة في تحديد موقفها و ولائها ..
مع الإسلام و أهله ؟
أم مع الكفر و النفاق و أهله ؟ :
"حتى يميز الخبيث من الطيب" ..
و فيه :
أن هذه الشدائد و النوازل مقدمة و ممهدة لنصر و تمكين قريب :
"حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب" ..
"وعد الله لا يخلف الله وعده" ..
لكن تحقق هذا الوعد مرهون بتحقيق شرطه ..
فإن لم نحققه استبدلنا الله بمن يحققه ثم ينصره :
"إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم" ..
"و إن تتولوا يستبدل قوما غيركم" ..
و فيه :
أن للظالم نهاية و لكن الله يملي له :
"و لا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما" ..
"و تلك القرى أهلكناهم لما ظلموا" ..
>> و فيه :
الأمر بأن نقف صفا واحدا بلا وهن و لا حزن :
"و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم" ..
"و لا تهنوا و لا تحزنوا" .
>> و فيه :
الوصية بالثبات أمام تسلط عدونا ..
فلا ننشغل بتوقيت النصر فنستعجله قبل أوانه بتنازل على حساب الدين و أصوله ..
و لا نلتفت إلى حلول يجرنا إليها عدونا ، و حالنا حال الخليل :
"كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده" ..
>> و فيه :
الأمر بأخذ الحذر و عدم وضع السلاح ، فذاك غاية ما يريد عدونا :
"خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا" ..
"ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم و أمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة" ..
>>>> و أولا و آخرا :
"فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم" ..
وصية الله لنبيه ..
و للأمة :
{خذوها بقوة}
>> إعداد الكتائب و العدد كــالحزم و الرعد ؛
قوة ..
و الأخذ بكتاب الله الذي يدعو لذلك #منبع_القوة .
و بذا و ذا :
ستزول عادية التتار
و تغادر القطعان مثـــ
ــقلة بعار الانتحار و تقول في رعب
و ذل و انكسار
عاد "ابن مكتوم" برايته
يزمجر في القفار
و "ابن الوليد" بسيفه المسلول يجتاح الصحاري
و يقول في ثقة بالانتصار :
يا جذوة_التوحيد ما لك مطفئ
و الله جل جلاله مذكيك
و الله ما ريضت أسودك أمتي
هي في العرين بظفرها و الناب
و عوامل النصر المبين عقيدة
ذكرت دلائلها بخير كتاب
و كتاب ربي لا يزال كعهده
و معاشر القراء في المحراب
و ليس بغيره عز لقومي
إذا نادى إلى العز المنادي
فالعز لا يرتجى إلا بمنهجه
و دونه ليس من عز لإنسان
و هو الشفاء لنا مما نكابده
و هو السبيل إلى جنات_رضوان
و به ترفرف عاليا راياتنا
من مشرق الدنيا لأقصى المغرب
فإلى أخلاق القرآن الكريم ،،
في سيرة و شمائل من قال عنه العلي العظيم ،،
"و إنك لعلى خلق عظيم" ،،
فهي النجاة لنا من كل خسران
لله كم أبدلت يأسا فصار بها
بأسا ، سمونا به عن كل أحزان
قد طوت من حسنها الألباب طي
كعبة حجت لها أرواحنا
حجت الأرواح حيا بعد حي
تزرع النور بأحشاء الدجى
و ترد العزم في نفس الكليل فمن نفح إلى عرف
و إيماض و إكليل
مع رضاب ثم زرياب و جادي
يلنجوج و وطفا و العرار
و لم أزل أدعو لشم المندلي
و النفح منه على مشارف جرولي
بالأمس جاءت جؤنة_العطار
عذراء ترفل في ردا معطار
و هاك اليوم ريا من بشامي
بها وجدي و في يدها غرامي
تمازج طيبها بدمي و لحمي
و مخي ، ثم خيم في عظامي
فأغنت عن سعاد و عن سليمى
و عن أسما ، و هند و عن قطام
كأنا إن شممناها ارتياحا
نشاوى عاقروا كأس المدام
لأن رياها بريا المصطفى صلى عليه ربنا و سلما
ما استقبلت أودية غيث السماء
ريا_البشام ،،ما ريا البشام ؟!
الريا = طيب الرائحة ..
قال "المتلمس" في وصف جارية :
فلو أن محموما بخيبر مدنفا
تنشق رياها لأقلع صالبه و البشام :
هو شجر البشام ..
[كشف البديهي اتهام] ..
قال من فتنوا بأهل البشام :
عج بوادي البشام علك أن
تقضي فيه حقا لأهل البشام
أتنسى إذ تودعنا سليمى
بفرع بشامة سقي البشام
ما شممت البشام إلا و أهدى
لفؤادي تحية من سعاد
و ريا_الليلة تفوق ريا كل بشام ،،
لأنها في خلق المصطفى عليه الصلاة و السلام ،،
ما طاف أعطر منها حتى بطيف الخيال
فإن تك صاحبي و أخي فهيا. إلى ريا بشام من خلاليريا تقول :
لن ترتقي أمة حتى يكون لها
يوما ، على سيئ الأخلاق عصيان
إنما الأمم الأخلاق ..
و أصون الحلل على الإطلاق ..
صالح الأخلاق ..
رخيص كل مبذول عليها
فلا تغلو نفوس في نفيس
و لكن ؛
من ارتدى حلة لم يرع قيمتها
تبلى ، و لو نسجتها كف إدريس
داء المسلمين من أنفسهم ..
و مبدؤه من فساد أخلاقهم ..و نبذهم لهدى قرآنهم ..و عندما نبذوه :لم يبق فيهم مهابة ،،
صاروا الذنابة ،،و كانوا في العالمين الذؤابة ،،
فليس لأمة ترجو نهوضا. إذا فسدت خلائقها قيام
تقوم حضارة و تزول أخرى
و ليس لفاسد منها دوام
ريا تقول :
[لا يبلغ الآمال إلا الحازم] ..
إذا المرء لم يستخدم الحزم قصرت
مساعيه عن إدراك ما هو طالبه فإنا نرى البازي يعدوه صيده. إذا لم تمكن من حشاه مخالبه
إذا الشبل لم يحم حمى الليث أوشكت
لدى الغاب أي تسطو عليه ثعالبه
ريا تقول :
إن الحياء زينة الحر و إن. منه رأيت الحر يخلو فهو قن
و ما خلا منه سوى الفساق. أو من له عرق في الاسترقاق
ريا تقول :
"لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون" .سيظل أخسر خلق ربي الخائنون
و ينال كل الفوز من هم مخلصون
أوما أضاع العلقمي خلافة و حضارة ، ما مثلها رأت العيون
فأضاع أخسر ما يكون حياته و حياة من هم في هواه مضللونالله أخزاه و أخزى حلفه و بخزيه ذا كم تندر عاقلون
ريا لكل حرة محذرة :
من خلعت ثوب الحياء سقطت
وافتضحت لخلعه افتضاحا
من بعده لا ترتجي الفلاح
.
ﻗﻞ ﻟﻤﻦ ﺑﻌﺪ ﺣﺠﺎﺏ ﺳﻔﺮﺕ
ﻣﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻐﻴﺪ ﺍﻟﺸـﺮﻑ
ﺃﺳﻔﻮﺭﺍ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎ يحظرﻩ ؟!
ﻭ ﺗﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ آﺩﺍﺏ ﺍﻟﺴﻠﻒ !!
ﻟﻴﺴـــﺖ ﺍﻟﻤــــﺮﺃﺓ ﺇﻻ ﺩﺭة
ﺃﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﺭ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﺪﻑ ؟!
[و لمن كان غيورا ذا أنف]
من كان يملك درة فأضاعها
صدأت على كفيه تيجان الذهب
الهجاء
ريا تتهكم و تسخر :
قالوا الأسافل تهجوكم فقلت لهم
ما كنت أحسبهم كانوا و ما خلقوا
جفوا من اللؤم حتى لو أصابهم
ضوء السهى في ظلام الليل لاحترقوا
و لو يخوضون بحر الصين ما غرقوا
و هم من الحسب الزاكي بمنزلة
كطحلب الماء لا أصل و لا ورق
لا يكفرون و إن طالت حياتهم
و لو يبول عليهم ثعلب غرقوا
و هي مع ذا :
زلازل و زعازع ،و عواصف و قواصم ،و فواجع و سوافي ..
على كل هازئ هاذي ..مشيمط في المخازي ..
قد بات في كنف الدناءة مثلما باتت على روث البهيم الخنفسا وغد خسيس لا أشك بأنه بيت الخلاء لمن يريد تنفسا
بل قد غدا منه أخس و أنجس
له وجهان ظاهره ابن قرد
و باطنه ابن زانية عتيق رذيل و ذيل ..
ضئيل بئيل ..سفيه فهيه ..حقير دحير ..
دعي ،،
يحاول النيل من جناب العلي ،،و مقام النبي ،،
و كل ثابت و تابع أبي ،،
قائلة : يا ابن الخنا ..أمن شبهة أنت أم من زنا؟ ..
تأخر عن الأحرار إنك خاسئ و إنك عنهم قاصر الباع و اليد
هلا هزئت بغيرنا يا خوتع هزلت و بان من الهزال الأضلع
ما أنت إلا القرد بل أنذل و لست أيضا من ملاح القرود
تلك قرود غير ممسوخة و أنت قرد من قرود اليهود
يا دودة الكنيف ،و فروة المصيف ،،
و أقل من بغل ..و أذل من نعل ..ألا اخسئ لست بالندس الهمام. و مثلك للطهارة عنه حام
لأنك كلب من كليب لكلبة غذتك كلاب من خبيث المطاعم
ما ازددت حين سخرت إلا خسة و البحر ليس مطهرا منك النتن فالكلب أنجس ما. يكون إذا اغتسل
ماذا يقول امرؤ غشاك مدحته
إلا ابن عاوية أو فرخ زنديق بمارنك الرغامة و الرغام ¤¤
سمانا لا تضام و لا ترام إن الشوامخ لن ينال ذرا لها
كلب عوى متهتم الأسنان و العين منا ناظرة
و النعل دوما حاضرة فلو نبحت كلابك يا كليب
فإنا للنوابح مجحرون لا نبالي بنباح أو نعاب
فلم تعبأ صقور بالبغاث و لم تأبه أسود بالكلاب
و هل تخشى نجوم الجو ضرا
إذا نبح الضعاف من الكلاب
و لست أظن أن الكلب يرضى
إذا ما عد مثلك في الكلاب
فمثلك يهجا الهجاء به
و يهجا به الوزن و القافية
و إنما جربت هجوي بكم
تجربة السيف على الكلب
و الورد و هو الورد يؤذي دائما
جعل المزابل ريحه الريح الندي
يا أم حبين ،و رمد العين ،،مصفع الأكف ..
و نتن الخف ..ألا إن الرحى فوق الثفال
و إنك لن تنال سماه ، حتى ترد الغابرات من الليالي
أين الذيل من سهيل و الصبح من الليل لك الويل ما عادل الصبح ليل لا ضياء به و لا استوت في الليالي البيض و السودو ما الأقدام تعدل بالهواد و لا خف يسوى بالسناميفديه قلب خافقأبدا ، و طرف ما خفق
إنه رسول_الله ،،
بل خليل_الله ،،خير الخلق في طفولته ..أطهر المطهرين في شبابه ..أنجب البشرية في كهولته ..إليه انقاد الشجر ،،
و عليه سلم الحجر ،،"سيد ولد آدم و لا فخر" ،،
سماه ربي ذو الجلال محمدا و كفاه أن الله قد سماه
و إن الله مولاه و بالأفضال أولاه و قد حن له الجذع
كما أوحى له الرب فما زاغ له طرف و لا راغ له قلب
أكرم مبعوث على الأرض مشى لم ير في كل البرايا مثله
في كل عصر قد مضى ، و لن يرى
صلى عليه ربنا و سلما
ما لاح نجم أو سنا صبح أضا
و غربت شمس و ما ليل دجى
و أشرقت من أفق شمس ضحى
ريــــا تحيي جندنا في حدنا ..
أحفاد من حشدوا الحشود و دوخوا
كســـــرى و قيصر في جحــــــافل تبــــــــــع
فتحية للرابضين على الحدود كأنـــهم في بأســـــهم أطـــــــــواد
من ضرجوا بدمائهم صحراءنا
ببســـــــالة قرت بهـــــــا الأكبــــــــاد.
فهم الدروع الواقيـــات و هـــــــم لنـــا
آبــــاؤنــــــا و الأهـــــــل و الأولـــاد
قالوا بإصرارهم للمستخف بهم
إن كنت ريحا فقد لا قيت إعصارا
و جرعوه كؤوسا غير ســــــائغة
لم يعصرن مثلها يوما و ما شرب
ريا_تقول :
((اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم و لا تتبعوا من دونه أولياء)) ..
حكموا الشرع إذا خالفت الشرع العقول إنما العلم خروج ¤
عن شكوك لا دخول و فرار عن مهاو. قد هوى فيها الجهول
و وقوف عند قال الله أو قال الرسول
إنها ريا و أي ريــــــا ؟!!
ريا_بشام قد جرت في الدم مني و سرت
أعطر من ريح الصبا و الروض قد تبللا
ناطقة من غير ما لسان يغرى بها من كان في #السودان
أو كان ب الحجاز أو عمان أو في ربوع_النيل أو بغدان
كذاك من في الشام أو تطوان أو بأقاصي أرض تركستان
ألقى بها هاروت من نفثاته سحرا تباع به القلوب و تشترى
إذا ما تأملها مدنف عليل سقيم الفؤاد اشتفى
صح معتل الهوى في ذكرها
عللاني بهواها عللاني.
ريا_البشام ..
في حياء و أمانة سيد الأنام ..
عليه الصلاة و السلام ..
وحياؤه ما_حياؤه ؟!
ألطف من أزاهر الرياض و ماء مزنة على رضراض
أقسم بالذي على العرش استوى ما إن له في الناس ند في الحيا
يقول من ناظر في حيائه ما بعد هذا غاية و منتهى
كان <صلى الله عليه و سلم> #أعظم_الناس_حياء ..
و أكثرهم_عن_العورات_إغضاء :
روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه - قال :
"كان <صلى الله عليه و سلم> أشد حياء من العذراء في خدرها" ..
- و العذراء السوية معشر الإخوة مضرب المثل في الحياء ،،
- فهي لا تكاد تخاطب و تقابل النساء فضلا عن الرجال لفطرة الحياء ،،
- و رسول الله <صلى الله عليه و سلم> أعظم منها حياء ،،
لا يفصح عما يكرهه من أمور الدنيا ، و إذا كره شيئا عرف في وجهه المفعم بالحيا ...
وجه عليه من الحياء سكينة و محبة تجري مع الأنفاس
و إذا أحب الله يوما عبده أجرى عليه محبة في الناس
ﻛﺎﻥ <ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ> ﺣﻴﻴﺎ ﺣﻴﺎﺀ ﻻﺯﻣﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧﻪ ﻭ أﺣﻮﺍﻟﻪ :
ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﻭ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻭ ﻛﻬﻮﻟﺘﻪ ،،
ﺣﻴﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ ،،
ﻭ ﺃﺷﺪ ﺣﻴﺎﺀ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻪ ،،
ﺣﻴﻴﺎ ﻣﻊ ﺭﺑﻪ ..
ﺣﻴﻴﺎ ﻣﻊ ﺃﻣﺘﻪ ..
ﺣﻴﻴﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ..
ﺃﺑﺮﺯ ﺃﺧﻼﻕ ﺩﻳﻨﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ : "ﺇﻥ ﻟﻜﻞ ﺩﻳﻦ ﺧﻠﻘﺎ ﻭ ﺇﻥ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ" ..
ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺍﻧﻬﻤﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎ ﻭ ﻛﺴﺎ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻐﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎم
>> ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﻴﻴﺎ ﻣﻊ ﺭﺑﻪ -ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ- ﺃﻋﻈﻢ ﺣﻴﺎﺀ ﻭ ﺃﻛﻤﻠﻪ ﻭ ﺃﺟﻠﻪ ..
ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻠﻎ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ؛ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ..
ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ : "ﺃﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﻯ" ..
ﺣﺒﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻟﻢ يعط ﺧﻠﻖ عليه ﺻﻼﺓ ﺭﺑﻲ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺇﻧﻪ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻗﺪ طأﻃﺄ ﺭﺃﺳﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺷﻌﺮ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﻟﻴﻤﺲ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺭﺣﻠﻪ :black_small_square::black_small_square:
>> ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺣﻴﺪﺓ ﺑﺤﻔﻆ ﻋﻮﺭﺗﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻪ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﻳﻤﻴﻨﻪ ؛ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟؟
ﻗﺎﻝ : "ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺤﻴﺎ ﻣﻨﻪ " ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﻟﻠﺨﻼﺀ ﺃﺑﻌﺪ ؛ ﻭ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺮﻩ ﺍﺣﺪ
ﻭ ﺍﺳﺘﺘﺮ ﺑﺴﺎﺗﺮ ﻣﻦ ﻫﺪﻑ ﺃﻭ ﺣﺎﺋﺶ ﻧﺨﻞ
ﻭ ﻟﻢ ﻳﺮﻓﻊ ﺛﻮﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﻧﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ : "ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﻲ ﺳﺘﻴﺮ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺴﺘﺮ ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻏﺘﺴﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﻴﺴﺘﺘﺮ"
ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻠﻎ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ : ﻭﻗﻮﻓﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺩﻩ ﻭ ﺣﻔﻈﺎ ﻟﻌﻬﻮﺩﻩ ؛ ﺁﻣﺮﺍ ﺃﻣﺘﻪ ﺟﻤﻌﺎﺀ : "ﺍﺳﺘﺤﻴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ"
ﻣﺒﻴﻨﺎ ﺃﻥ / "ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺮﺃﺱ و ﻣﺎ ﻭﻋﻰ ﻭ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻭ ﻣﺎ ﺣﻮﻯ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭ ﺍﻟﺒﻠﻰ ؛ ﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻷﺧﺮﺓ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ؛ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺤﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ"
>> ﺇﻧﻪ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺩﻓﻌﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ إﻟﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﻟﻴﻠﻪ ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻤﻮﻻﻩ .. ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﻄﻔﺎﻩ ﻭ ﺍﺟﺘﺒﺎﻩ ﻭ ﻓﻀﻠﻪ ﻭ ﺃﻋﻄﺎﻩ .. ﻓﻘﺎﻡ ﺣﺘﻰ تفطرﺕ ﻗﺪﻣﺎﻩ ..
>> ﺇﻧﻪ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﺣﺎﻝ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻳﺴﺒﺤﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻻيفتروﻥ ..
"ﻻﻳﻌﺼﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻭ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﺮﻭﻥ" ..
ﻭ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : [[ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻣﺎ ﻋﺒﺪﻧﺎﻙ ﺣﻖ ﻋﺒﺎﺩﺗﻚ]] ..
>> ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﻻﺯﺍﻝ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﺑﻴﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻭ ﺭﺑﻪ -ﺟﻞ ﻭ ﻋﻼ- ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺧﻤﺴﺎ ؛ ﻭ ﻟﻤﺎ ﺃﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻎ ﺣﻴﺎﺀ ﻭ ﺇﺟﻼﻝ ﻟﺮﺑﻪ :
((ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﻣﻦ ﺭﺑﻲ))
ﻭ ﺫﺍ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﻟﺮﺑﻪ ﻋﺮﻑ ﻓﻬﻮ ﻳﺠﻠﻪ ﻟﻴﻜﺴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻑ
ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺑﻨا ﻣﺎ ﻋﺎﻧﻘﺖ ﻻﻣﺎ ﺃﻟﻒ
أما حياؤه من أمته فلا نظير له مطلقا ، ما سؤل عن شيء قط فقال لا حياء منه وكرما ، كغمام لم يزل صيبه واكف الديمة آنا بعد آن ، كان قلما يواجه أحداً في وجهه بشيء يكرهه ، فلا يتعرض في وعظه لأحد معين غالباً ، لكنه يلقي خطاباً عاماً معرضاً لا مصرحا ، قالت عائشة رضي الله عنها : كان إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل ما بال فلان يقول كذا ، بل يقول ما بال أقوام يفعلون أو يقولون كذا وكذا . | قال معرضاً بموالي بريرة حين اشترطوا لهم الولاء : ( ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله ، ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مئة
شرط ، كتاب الله أحق وشرط الله أوثق ، إنما الولاء لمن أعتق ) . فكان قدوة لكل من دعي وأسوة لمن وعي ومن روى . إنه حياء من أطلعه الله على أن زينب ستكون زوجة ، فلم يجاهر زوجها زيداً بما أطلعه الله عليه ، بل كان يقول له : ( أمسك عليك زوجك واتق الله حتى أنزل الله ما أنزل فبينه وعمل به . إنه حياء من آثر أصحابه في وليمة بناءه بزينب بأخص حقوق نفسه وراحة ضميره ، فقد أخبر أنس رضي الله عنه بما مضمونه : أنه صلى الله عليه وسلم دعي القوم فطعموا ، ثم جلسوا يتحدثون ، واستحيا أن يقول لهم قوموا ، ثم أظهر أنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فقام ، فقاموا وقعد ثلاثة رهط يتحدثون ، فانطلق إلى نسائه وعاد فوجدهم يتحدثون ، فخرج قلقا ولم يأمرهم بالخروج حياء ، ثم خرجوا بعدها فأخبر فدخل على أهله ، وفي الحال إعظاماً لحقه ورحمةً به وتعليماً لأمته الأدب معه أنزل الله قوله : و يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي حتى يأذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناء فإذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين حديث إن ذلك كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق تتلي ؛ تتلى فتفضي للسويداء مثلما يفضي الرقاد إلى جفون الساهر . إنه حياء أدرك عظمته خالد بن سعيد رضي الله عنه ، وقد وقف يوماً بباب حجرته ريثما يأذن له ، فسبقته امرأة تعرض أمرها عليه وتقول يا رسول الله : كنت عند رفاعة فطلقني فبت طلاقي ، فتزوجني فلان بعده وإنه والله ما معه إلا مثل الهدية . وهنا نادى خاد رضي الله عنه يا أبا بكر : ألا تزجر هذه عما تجهر به
عند رسول الله . ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزيد على التبسم ، وتبسمه تبسمه ، سعدت أعين رأته وقرت والعيون التي رأت من رآه . إنه حياء نقلت لنا عائشة رضي الله عنها مشهداً من مشاهده مضمونه : أن امرأة من الأنصار سألته كيف تغتسل من حيضتها ، فعلمها ثم قال : ( خذي فرصةً من مسك فتطهري بها ) قالت : كيف أتطهر بها ؟ قال : ( تطهري بها ) . قالت : كيف ؟ فأعرض بوجهه وقال : ( سبحان الله تطهري بها ) . قالت عائشة فاجتذبتها وعلمتها أن تتبعي أثر الدم بها ما منعه إلا الحياء . حياء حسنه بلغ النهاية ، وليس لحده في اللطف غاية ، حياء لو يقسم في البرايا لما أبقى بهذه الأرض نذلا . حياء من قال وما أجمل مقاله : ( ما كان الفحش في شيء إلا شانه ، وما كان الحياء في شيء إلا زانه ) صلى عليه الله ما انهمر الحيا ، وكسى وجوه الغانيات الحياء . أما حياؤه من نفسه فحياء من أعف لسانه ، وجمل منطقه وصان خلوته وجلوته . قالت عائشة رضي الله عنها عن جلوته : لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صحَاباً في الأسواق . وقالت عن خلوته : افتقدته ذات ليلة فظننت أن قد ذهب لبعض نسائه فتحسست في الظلمة فإذا هو راكع أو ساجد يقول : ( سبحانك وبحمدك لا إله إلا
أنت فقلت بأبي أنت وأمي إني لفي شأن وإنك لفي آخر ، بروحي أنت لا وحدي ولكن فداك الناس من قاص ودان . ومر على رجل يعظ أخاه في الحياء يقول : إنك لتستحيي وقد أضر بك الحياء . فقال : ( دعه فإن الحياء من الإيمان ) حروفها مياسة تزدهي . . . وطيرها يشدو أصغ تسمع وحيائه كله معشر الأخوة فرع وثمرة عن حيائه من ربه ، فحيائه من قاسه بحيا الحيا ما أنصفا ، صلى عليه الله ما وبل همى ، وما سعى لله ساع بالصفا . وليعلم معشر الأخوة أن حياؤه حياء النبوة ، خير كله ، حياء لا يمنعه من الإجابة عن أمر خاص بالنساء يستحيي من ذكره ، وحياء لا يمنع من قول الحق والجهر به والأمر به والنهي عن ضده والحكم به ؛ بل يغضب للحق إذا تعرض له ثم لا يقوم لغضبه شيء حتى ينتصر له ، رأي خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال : ( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده ) فما أخذ الرجل خاتمه وما انتفع به . وأخبر عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا ، فقام غضبان يقول : ( أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم ؟ ) حتى قام رجل وقال : ألا أقتله يا رسول الله ؟ . ولما سانَ أبو ذر رجلاً وقال له : يا ابن السوداء . قال : ( أعيرته بأمه ، إنك امرؤ فيك جاهلية ) . وخرج يوماً على فتية من قريش وقد حلوا أزرهم ، وجعلوها مخاريق يجتلدون بها وهم عراة ، فرجع إلى بيته غضبان وهو يقول : ( سبحان الله ، لا من الله استحيوا
ولا من رسوله استتروا ) وأم أيمن تقول له : استغفر لهم يا رسول الله . فبلاي ما استغفر لهم . ولما قالت له أم سليم : يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق ، فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ قالت عائشة : فضحت النساء تربت يمينك . قال : ( بل أنت فتربت يمينك ، نعم فلتغتسل إذا هي رأت الماء ) فكان حقاً حقا ، أحيا من العذراء في خدرها ، لكنه في الحق كالمنتضي ، صلى عليه ربنا وسلما ، ما استقبلت أودية غيث السماء . | وحياؤه صلى الله عليه وسلم حياء حازم وعازم ، فهو الحيي ومن الله غضبته ، وكل جرح بما داواه يندمل ، الحازم الشهم الذي خضعت له شم الأنوف وكل جحجاح سري ، فحسبه بالليل شمس الضحى ، وعزمه كالسيف في حده . في عام الحديبة وهو متوجه إلى مكة قال ما مضمونه : ( ويح قريش ، لقد أكلتهم الحرب ، ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين الناس ، فإن أصابوني كان الذي أرادوا ، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وهم وافرون ، وإن لم يفعلوا قاتلوا ولهم قوة ، فما تظن قريش ، والله إني لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله له حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة ) كأنه زعزع يدوي وإعصار ، تستوجف العين والأبصار عزمته ، ويجمع الحزم مشدوداً ومنعوتا ۔
وفي أحد بعد أن أخذ برأي صحبه وخرج في كامل عدته ، عرض عليه ما كان يراه من القتال داخل المدينة فأبي وقال ما مضمونه : ( ما كان النبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه ) . ولما قال له عقبة بن معيط يوم بدر : علام تقتلني من بين هؤلاء ؟ يا محمد من للصبية ؟ قال : النار . وذا كلم نسميه كلاما . . . وما هو غير أسياف تسل وفي أحد انتخب خمسين من الرماة ، ليتمركزوا على الجبل الذي عرف فيما بعد بجبل الرماة ، وقال لهم ما فحواه : ( إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم حتى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ) ولما خالف الرماة تعاليمه ظناً منهم أن النصر تحقق ، والمعركة انتهت وقع ما وقع ، وقتل الرماة ، وأشيع مقتل رسول الله ، فتولى من تولى ، وانتحى بعضهم جانبا ، وبعضهم آثر الموت على الحياة بعده وقال : قوموا فموتوا على ما مات عليه . أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فجبل طود ، وطور شاهق ، رعن ونيق ، علم وحالق ، قسورة وحارث وضيغم ، أسامة ليث هزبر هيصم ، يقول المقداد عنه : والذي بعثه بالحق ما زلّت قدماه شبراً واحدة ، وإنه لفي وجه العدو ، تفيء إليه طائفة من أصحابه مره ، وتفترق عنه مره ، وربما رأيته يرمي عن قوسه ويرمي بالحجر حتى انحازوا عنه . مهاب إذا ما قام لله لم تقم . . . لهيبته أسد الشرى حين تزأر
عليه صلاة الله ما استعبر الحياء . . . فهش له روض من النبت أخضر وبلغه أن خاد الهذلي يجمع له ، فعزم على قطع رأس الفتنة قبل أن يكثر جمعه ، ودعا ابن أنيس رضي الله عنه وقال له : ( بلغني أنا خالداً يجمع لي ليغزوني وهو بعرنة فاته فاقتله ) قال : انعته لي يا رسول الله . فنعته له . فانطلق حتى أتى عرنة فوجده كما نعت له مع ظعن له ، فأظهر أنه من أنصاره ، حتى إذا ما تمكن منه حمل عليه بالسيف حتى قتله ، وترك ظعنه مكبات عليه . وعاد وهو يقول : تركت ابن ثور كالحوار وحوله . . . نوائح تفري كل جيب مقدد فكافأه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( أفلح الوجه يا ابن أنيس ) وأعطاه عصاً قال فيها : ( آية بيني وبينك يوم القيامة ) ينتشي من لفظها سامعها . . . ولها في الأذن تغريد وصد ولما غدر بنو قريظة حاصرهم حتى نزلوا على حكمه ، وحكم فيهم سعداً رضي الله عنه ، فحكم فيهم بحكم الله من فوق : ،