((هل تذكرت يوما ان الموت في انتظارك؟ ))
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم ارزقنا الصبر عند البلاء ، والرضا بالقضاء
اللهم لا عظيم الا انت ولا رحيم الا انت ولا كريم الا انت ولا معطي
الا انت ولا اله الا انت
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل
له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
.. وبعد
يعتقد أي فرعون في هذا الزمن انه مخلد ولن يموت وهناك من يحاول أن ينسى الموت ويمني النفس انه مخلد واقول له أيها الجاحد ايها الغبي ايها المتكبر
انك ميت واذكر فراعنة هذا الزمن بالفراعنة السابقين الذين ماتوا، أين كبار التجار والمال، اين الملوك، اين نمرود، اين هامان، اين قارون،
كلهم ماتوا واكلهم الدود، ...
كل منا من الان يختار الحال التي يرغب ان يقبض عليها واسأله تعالى ان يقبضني ساجدا لوجهه الكريم (آمين)
كثيرة هي الأمنيات التي تحدو أذهاننا صباح مساء, أمنيات في الزوجة والعمل والمركز الاجتماعي والمال والمسكن ولكن من منا جلس مع نفسه
يتفكر في شكل الخاتمة التي يرجوها لهذه الحياة, لا شك أن الناس يتفاوتون في أمنياتهم ورؤاهم لهذه اللحظة وما من شك
أن هذا الاختلاف ما هو إلا انعكاس لأحلام حياتهم كلها فتعالوا بنا نتأمل كيف تمنى الآخرون خاتمتهم:
لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه الكرب فلما اخذ يشهق بكت ابنته فقال ( يا بنيتي لا تبكي فقد ختمت
القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة .. كلها لأجل هذا المصرع ..)
أمّا عامر بن عبد الله بن الزبير فلقد كان على فراش الموت يعد أنفاس الحياة وأهله حوله يبكون فبينما هو يصارع الموت سمع
المؤذن ينادي لصلاة المغرب ونفسه تحشرج في حلقه وقد أشتدّ نزعه وعظم كربه فلما سمع النداء قال لمن حوله
( خذوا بيدي ..!! قالوا : إلى أين ؟ .. قال : إلى المسجد .. قالوا : وأنت على هذه الحال !! قال : سبحان الله ..
أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه خذوا بيدي فحملوه بين رجلين فصلى ركعة مع الإمام ثمّ مات في سجوده نعم مات وهو ساجد )
ثبت في الصحيحين أن النبي صل الله عليه وسلم بعدما رجع من حجة الوداع.. جعل مرض الموت يشتد عليه... يوما بعد يوم..
وبدأت الحمى تأكل جسده وهو يتحامل على نفسه ويخرج الى الناس ويصلي بهم حتى صلى باصحابه المغرب من يوم الجمعة ثم دخل بيته وقد اشتدت عليه الحمى...
واجتمع الناس لصلاة العشاء وجعلوا ينتظرون إمامهم صل الله عليه وسلم ليصلي بهم ورسول الله صل الله عليه وسلم قد هدّه المرض يحاول
النهوض من فراشه فلا يقدر فالتفت النبي صل الله عليه وسلم الى من حوله ثم قال: ( أصلى الناس؟) قالوا لا يارسول الله فتأمل النبي صل الله عليه وسلم
فاذا حرارة جسده تمنعه من النهوض فقال لهم ( صبوا لي الماء في المِخضب) وهو أناء كبير فصبوا له الماء فلما برد جسده وشعر بشئ
من النشاط فلما اتكأ على يديه ليقوم اغمى عليه فلبث مليا ثم أفاق فكان اول سؤال سأله أن قال( أصلى الناس؟) قالوا( لا يارسول الله ،
هم ينتظرونك وفي كل مرة يحاول النهوض ويغمى عليه ويسأل ( أصلى الناس؟) ولما راى صل الله عليه وسلم حاله وتمكُن المرض
من جسده التفت إليهم وقال( مروا أبابكر فليصلّ بالناس)
لما ضاق به النفس واشتدت عليه السكرات جعل يردد كلمات يودع بها الدنيا بل كان يتكلم فيما أهمّه
وكان اخر ماقال صل الله عليه وسلم ( الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم) ثم مات صل الله عليه وسلم.
سيدنا عمر بن الخطاب طعنه العبد المجوسي في صلاة الفجر ثلاث طعنات وحُمل مغشيا عليه الى بيته
وانطلق الناس معه يبكون وظل مغمى عليه حتى كادت أن تطلع الشمس فلما افأق نظر في وجوه من حوله ثم كان أول سؤال سأله أن قال( أصلى الناس؟) قالوا
( نعم يا امير المؤمنين.. قال( الحمدلله، لا إسلام لمن ترك الصلاة...)
فاجلسه خلفه فجعلت جراحه تنزف دما،، قال عبدالله بن عمر
(والله إني لاضع يدي على جرح ابي فتدخل اصابعي في بطنه... فربطنا جرحه بالعمائم فصلى الصبح.)
والله أيها الأخوة
هذا الكلام ينبغي أن لا يمر علينا مرور الكرام بل على العكس تماما علينا أن نتفكر مطولا في هذه القصص ونتعظ ونبدأ بالتغيير نغير أنفسنا
إلى مايرضي الله بعد أن نتوب إلى الله توبة صادقة ثم نبتهل بالدعاء إلى الله تعالى أن يرزقنا عملا صالحا ويثبتنا عليه ويختم لنا به فوالله ليس ذلك على الله بعزيز
ألمهم أن نصدق مع الله حتى يصدّقنا الله. تماما كما حصل مع ذلك الصحابي الجليل الذي لم يذكر اسمه وكان حديث في إسلامه حين أمرله رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصيبه
من الغنائم فقال والله ماعلى هذا بايعتك يارسول الله وإنما بايعتك على أن أغزو في سبيل الله فأضرب بسهم فيدخل من هاهنا وأشار إلى عنقه ويخرج من هاهنا وأشار
إلى الجهة الأخرى من عنقه فأدخل الجنة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لمن حوله من الصحابة بعد انصرافه ( لإن صدق مع الله فلسوف يصدّقه الله )
وما لبث هذا الصحابي أن دخل في معركة أخرى وبعد إنتهائها أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفقد الجرحى
والشهداء فوجده ممددا على الأرض وقد أصيب بسهم حيث أشار
تماما فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقال ( صدق مع الله فصدّقه الله )
والأمثله في ذلك كثيرة جدا ...
ألمهم أن نصدق مع الله تعالى ..
أللهم إجعلنا وجميع من قرأها من الصالحين المصلحين المخلصين لك الدين .
واجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا .
والحمد لله رب العالمين.
تحيتي
والله الموفق
منقووووووووول