بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و أصحابه و من إتبع هداه
كلام ماتع نافع فيه يقظة للقلوب الحية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اما بعد
ففي أكثر أهل زماننا بلاء واقع
ألا وهو الحب والبغض في غير ذات الله عزوجل.
إنما محبتهم لبعضهم بعضا من أجل جلب المنفعة ودفع المضرة!!
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : (من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا ، وذلك لا يجدي على أهله شيئًا) . رواه ابن جرير .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى 610/10:
( …فإن من أحب إنسانا لكونه يعطيه فما أحب إلا العطاء.
ومن قال : إنه يحب من يعطيه لله فهذا كذب ومحال وزور من القول.
وكذلك من أحب إنسانا لكونه ينصره إنما أحب النصر لا الناصر .
وهذا كله من اتباع ما تهوى الأنفس فإنه لم يحب في الحقيقة إلا ما يصل إليه من جلب منفعة أو دفع مضرة فهو إنما أحب تلك المنفعة ودفع المضرة وإنما أحب ذلك لكونه وسيلة إلى محبوبه وليس هذا حبا لله ولا لذات المحبوب .
وعلى هذا تجري عامة محبة الخلق بعضهم مع بعض وهذا لا يثابون عليه في الآخرة ولا ينفعهم بل ربما أدى ذلك إلى النفاق والمداهنة فكانوا في الآخرة من الأخلاء الذين بعضهم لبعض عدو إلا المتقين .
وإنما ينفعهم في الآخرة الحب في الله ولله وحده وأما من يرجو النفع والنصر من شخص ثم يزعم أنه يحبه لله فهذا من دسائس النفوس ونفاق الأقوال).
اللهم اجعلنا ممن يحب في الله ويبغض في الله.