هل نحن مسلمون حقا ام اسلامنا بالوراثة...
السلام عليكم
لحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات ، الحمد لله الذي علم العثرات ، فسترها على اهلها وانزل الرحمات ، ثم غفرها لهم ومحا السيئات ، فله الحمد ملئ خزائن البركات ، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات ، وله الحمد ما تعاقبت الخطوات ، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات ، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات ، وعدد الحركات والسكنات الطير سبحه والوحش مجده والموج كبره والحوت ناجاه والنمل تحت الصخور الصم قدسه والنحل يهتف حمدآ في خلاياه
الناس يعصونه جهرآ فيسترهم والعبد ينسى وربي ليس ينساه
وأشهد أن لا إله إلا الله لا مفرج للكربات إلا هو ، ولا مقيل للعثرات إلا هو ، ولا مدبر للملكوت إلا هو ، ولاسامع للأصوات إلا هو ، ما نزل غيث إلا بمداد حكمته ، وما انتصر دين إلا بمداد عزته ، وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته ، وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته ،
وأشهد أن محمدآ عبده ورسوله قام في خدمته ، وقضى نحبه في الدعوة لعبادته ، واقام اعوجاج الخلق بشريعته ، وعاش للتوحيد ففاز بخلته ، وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته ، صلى عليك الله يا علم الهدى
احبتي في الله
عندما رفضنا وهجرنا القرآن ربي الكريم و سنة نبيه الأمين صلى الله عليه أفضل الصلاة و التسليم واتبعنا الفرق والطوائف والجماعات القائمة على تفريغ الدين من محتواهونشر الفرقة و العداء إلا من رحم ربي من الأتقياء
وعندما نجد أن الرسالة السماوية المُنزَلة بالوحي على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو حي يُرزق في القرآن الكريم والسنه ليس معمولا بها وأنها اصبحت ليست المصدر الوحيد والأساسي للتشريعات والفقه والأصول والعلوم
وعندما نرى المعاملات والسلوكيات اليومية عندنا وما وصلنا إليه من جهل وتخلُف وأحقاد وكراهيات وحضيض، وقتل للنفس التي حرم الله إلا بالحق وسفك للدماء باسم الدين،
وعندما تكون حياة غالبية المسلمين فقر ومرض وتسُول وبطالة ونصب واحتيال وغيبة ونميمة ومظالم وقهر ومُعاناة وضنك ورشاوى وفساد كبير منتشر كالسرطان في جسد الأمة
وعندما لا تجد العدالات الاجتماعية بين الحاكم والمحكوم
وعندما يكون صاحب السلطة والمال يشتري الحاكم والمحكمة ليظلم صاحب حق فقير بريء لا يملك أكثر من أن يرفع يديه إلى السماء
وعندما تخرج الأم و الأخت و البنت و الزوجة عن طاعة الله في أبيها و أخيها و ابنها وزوجها لا يردهن الا الظلام الدامس وإن ردهن الى بيوتهن ضالات متسكعات عاريات كاشفات متعطرات مائلات متمايلات باسم حق المرأة و حريتها في أن تكفر بتعاليم القرآن و السنه
وعندما ترى الزوج والأبن و الأخ مخمور مثمول تتلاوحه الجدران و الأرصفة متسكع متسولا لا عمل ولا كرامة البحث عن العمل يعيش من القتاة و يرضى بالفتاة لا يسأل زوجته و أمه و أخته و ابنته عن أين كنت و من أين جئت بهذا
الملبس والمأكل وهل يجرء وهو الذي يعيش من فظلة غيره
عندما تخون الزوجة زوجها ويخون الزوج زوجته
عندما لا يأمن الجار جاره خوفا ان يتعدى على حرمته ويكشف ستره
عندما تقطع الأرحام ويقتتل الأخوة و الأخوات من أجل فتاة ما ترك من مات
عندما يكذب وينافق الإمام عندما تصبح كلماته لا تتعدى الجدران عند يصبح العالم عصى الحكام التي يضرب بها رعيته فيحرمون له ما يشاء ويحلون له ما يشاء طمعا في رضاه و سخائه
عندها فلنتأكد بأننا لسنا على دين الله جل جلاه وأننا لسنا على الصراط المستقيم وأننا على ضلالة
عندها فلنتأكد اننا لسنا مسلمين حقا ولكن إسلامنا وصل إلينا بالوراثة
والله لمن المؤسف أننا أصبحنا نقارن بين أمة خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم التي قال الله فيها كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ مع أمم أهل الكتاب ورسالتنا أعظم رسالة سماوية كافة والمخزي والمبكي أنك تجد عندهم من السلوكات والمعاملات ما هو مكتوب عندنا في القرآن والسنه
كيف ولا والإنسان عندهم له قيمة حقيقية ونحن نعيش كالأنعام (كالبهائم) وفي حالة غيبوبة تامة لتعاليم الله جل جلاله لا توجد بيننا عدالات اجتماعية ولا حقوق للإنسان ولا قيمة ونحن جهلة متخلفين بلداء مُستهلكين ونعيش في غياهب الظلمات على غير ما أمرنا الله جل جلاله في الكتابوالسنة
إن طريق النجاة من المغضوب عليهم والضالين هو بنبذ الفرقة والأحقاد والكراهيات والفتنة والإقصاء، وأن نعود جميعا إلى الله بإتباع الكتاب و السنه المُنزَلان بالوحي على الرسول (صلى الله عليه وسلم) ونتبع ما أمرنا الله فيه وما نهانا عنهبدون غلو ولا تفريط و لا إفراط
كان ابن تيمية يقول:
" والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت وما أسلمت بعد إسلاما جيدا"
كتبت ما تقرؤون راجيا من الله التوفيق والعون فإن أصبتفمما من الله به علي من توفيق و إن أخطأت فقد يكون لتقصير و جهل مني ونزغه من نزغات الشياطين و لا حوله و لا قوة إلا بالله و الصلاة و السلام على رسوله الذي ارتضاه و على كل من عمل بعمله الى يوم نلقاه
آمين